هى مرحلة نحن جميعا معرضون لمواجهتها كغيرها من المراحل العمرية.
وقد نخشى من التعرض لها فى حين أننا قد نظهر فيها أفضل ما لدينا وهذا يحدث عندما نتكيف معها فكيف نتعامل مع الشيخوخة لتكون صديقا ونعطى فيها أجمل ما خبأناه فى عقولنا وقلوبنا من خبرات الحياة؟
يوضح الدكتور عبد المنعم عاشور أستاذ الصحة النفسية والعصبية:
أن البعض يلجأ إلى التكيف كلما فاقت المطالب المتزايدة أو المتضاربة الإمكانيات المتاحة ونحن حين نلجأ لهذه الوسيلة نعمل على أن نسيطر على هذه المطالب أو الصراعات أو نتحملها أو نخفضها.
بحيث يمكن للمسن مواصلة حياته فى هدوء وقد أصبح المسنون وأسرهم يجيدون التكيف فى مواجهة المصاعب ولا يتهربون من ذلك بل ويخجلون من طلب المساعدة.
ويقول إن كل ما يحتاجه المسنون حاليا لزيادة قدراتهم على التكيف الذاتى هو معلومات ومهارات التعامل مع مشاكل الشيخوخة الصحية والاجتماعية إما بإمكانياتنا الشخصية أو باستجلابهم للإمكانيات العامة.
وهناك استراتيجيات متعددة تصلح كل منها لموقف معين فهناك التكيف الإيجابى بحل المشكلة أو إعادة صياغتها.
وهناك التكيف بالإنكار أو التجنب كلية والمسنون قادرون على اكتشاف الاستراتيجية المناسبة وتبنيها والانتقال من استراتيجية لأخرى حسب الحاجة.
إلا أن بعض المشاكل الصحية والحياتية خارجة عن سيطرة المسنين وهذا الإحساس بانعدام السيطرة يؤثر على استراتيجية التكيف سلبا ولكن يميل المسنون إلى مواجهة المشاكل وترتفع معنوياتهم بنجاحهم فى فرض أى درجة من السيطرة عليها.
ولذلك تنجح أكثر وتدوم أطول برامج الدعم الخارجى للمسن التى تساعده دون أن تحرمه من السيطرة على عناصر المساعدة.
وعلى الجانب الآخر فإن للفشل فى التكيف آثارا مدمرة بعضها عاجل حاد وبعضها مزمن على المدى الطويل ولعل أقل استجابة للفشل فى التكيف هو الشعور بالقلق والاكتئاب وتتدرج الآثار حتى فقد النوم والصحة الجسمية وتقل هذه المحاولات فى التكيف حتى قد تدخل فى حلقة جهنمية مدمرة قد تصل إلى الانتحار.
ولكن بالرغم من هذا هناك طريقة للتكيف الوقائى بالنظر فى المستقبل والتنبؤ والتخطيط.
وأهم من ذلك قبولك المسئولية عن نفسك وعن التخطيط لنفسك كما أن هناك حاجة إلى التكيف لإيجاد رأى عام يحرك الأمور فى تنظيم شئون حياتنا لتتناسب فى مرحلة الشيخوخة.
الكاتب: فاطمة إمام
المصدر: موقع اليوم السابع